سورة الطور - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الطور)


        


{فَذَكِّرْ} يعني بالقرآن.
{فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ} يعني برسالة ربك.
{بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ} تكذيباً لعتبة بن ربيعة حيث قال إنه ساحر، وتكذيباً لعقبة بن معيط، حيث قال: إنه مجنون.
{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} قال قتادة: قال ناس من الكفار: تربصوا بمحمد الموت يكفيكموه، كما كفاكم شاعر بني فلان، وشاعر بني فلان، قال الضحاك: هؤلاء بنو عبد الدار، نسبوه إلا أنه شاعر.

وفي {ريب المنون} وجهان:
أحدهما: الموت، قاله ابن عباس.
الثاني: حوادث الدهر، قاله مجاهد. المنون: الدهر، قال أبو ذؤيب:
أمن المنون وريبها تتوجع *** والدهر ليس بمعتب من يجزع


{أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ} فيه وجهان:
أحدهما: مفاتيح الرحمة.
الثاني: خزائن الرزق.

{أَمْ هُمْ الْمُصَيْطِرُونَ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: المسلطون، قاله ابن عباس والضحاك.
الثاني: أنهم الأرباب، قاله الحسن وأبو عبيد.
الثالث: معناه: أم هم المتولون، وهذا قد روي عن ابن عباس أيضاً.
الرابع: أنهم الحفظة، مأخوذ من تسطير الكتاب، الذي يحفظ ما كتب فيه فصار المسيطر هنا حافظاً ما كتبه الله في اللوح المحفوظ، قاله ابن بحر.
{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} فيه وجهان:
أحدهما: أن السلم المرتقى إلى السماء، ومنه قول ابن مقبل:
لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا *** يبنى له في السموات السلاليم
الثاني: أنه السبب الذي يتوصل به إلى عوالي الأشياء، قال الشاعر:
تجنيت لي ذنباً وما إن جنيته *** لتتخذي عذراً إلى الهجر سلماً
وقوله {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} يحتمل وجهين:
أحدهما: يستمعون من السماء ما يقضيه الله على خلقه.
الثاني: يستمعون منها ما ينزل الله على رسله من وحيه.
{فلْيَأْتِ مْسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} فيه وجهان:
أحدهما: فليأت صاحبهم بحجة ظاهرة تدل على صدقه.
الثاني: فليأت بقوة تتسلط على الأسماع وتدل على قدرته.


{وَإِن يَرَواْ كِسْفاً مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطاً} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني قطعاً من السماء، قاله قتادة.
الثاني: جانباً من السماء.
الثالث: عذاباً من السماء، قاله المفضل. وسمي كسفاً لتغطيته، والكسف:
التغطية، ومنه أخذ كسوف الشمس والقمر.
{يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} في مركوم وجهان:
أحدهما: أنه الغليظ، قاله ابن بحر.
الثاني: أنه الكثير المتراكب، قاله الضحاك. ومعنى الآية: أنهم لو رأو سقوط كسف من السماء عليهم عقاباً لهم لم يؤمنوا ولقالوا إنه سحاب مركوم بعضه على بعضه.
{فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يوم يموتون، قاله قتادة.
الثاني: النفخة الأولى، حكاه ابن عيسى.
الثالث: يوم القيامة يغشى عليهم من هول ما يشاهدونه، ومنه قوله تعالى:
{وَخَرَّ مُوْسَى صَعِقاً} أي مغشياً عليه.
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ صَعِقاً} أي مغشياً عليه.
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: عذاب القبر، قاله علي.
الثاني: الجوع، قاله مجاهد.
الثالث: مصابهم في الدنيا، قاله الحسن.
وفي المراد بالذين ظلموا ها هنا قولان:
أحدهما: أنهم أهل الصغائر من المسلمين.
الثاني: أنهم مرتكبو الحدود منهم.
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} فيه وجهان:
أحدهما: لقضائه فيما حملك من رسالته.
الثاني: لبلائه فيما ابتلاك به من قومك.
{فَإِنَّكَ بأَعْيُنِنَا} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: بعلمنا، قاله السدي.
الثاني: بمرأى منا، حكاه ابن عيسى.
الثالث: بحفظنا وحراستنا، ومنه قوله تعالى لموسى: {وَلتُصنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] بحفظي وحراستي، قاله الضحاك.
{وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أن يسبح الله إذا قام من مجلسه، قاله أبو الأحوص، ليكون تكفيراً لما أجرى في يومه.
الثاني: حين تقوم من منامك، ليكون مفتتحاً لعمله بذكر الله، قاله حسان بن عطية.
الثالث: حين تقوم من نوم القائلة لصلاة الظهر، قاله زيد بن أسلم.
الرابع: أنه التسبيح في الصلاة، إذا قام إليها.
وفي هذا التسبيح قولان:
أحدهما: هو قول: سبحان ربي العظيم، في الركوع، وسبحان ربي الأعلى، في السجود.
الثاني: التوجه في الصلاة بقوله: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، قاله الضحاك.
{وَمِنَ الِّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها صلاة الليل.
الثاني: التسبيح فيها.
الثالث: أنه التسبيح في صلاة وغير صلاة.
وأما {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها ركعتان قبل الفجر، رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رَكْعَتَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ، إِدْبَارُ النُّجومِ، وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ المَغْرِبِ إِدْبَارُ السُّجُودِ».
الثاني: أنها ركعتا الفجر قبل الغداة.
الثالث: أنه التسبيح بعد الصلاة، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً، وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتي الفجر.

1 | 2